المشروع والممنوع في أشعار الأبنودي أحدث ما نشر وما لم ينشر
[b]رغم أن الابنودي لا يمت إليٌ بصلة قرابة، إلا أنه لديٌ احساس ما أنه قريبي، قريبي وليس صديقي فقط، وربما كان ذلك الاحساس موجودا عند المصريين عامة، إذ لم يحدث أن حقق شاعر ما شعبية واسعة مثل الابنودي، وأبناء الصعيد خاصة لأنه ذاكرة الصعيد الروحية والصعيد هو العمود الفقري للروح المصرية الدفينة، لا استدعي اسمه إلا وتمثل عندي الدروب المؤدية والجسور الحامية، وثبات النخيل، وأبدية الخلاء الذي يلي حقول الذرة والبرسيم والقمح. ورائحة القري عند الغروب، ولعل الابنودي حفظ جانبا من تلك الذاكرة في عمله الفذ 'أيامنا الحلوة' والذي يسجل فيه ملامح زمن بعضه يندثر الآن، وكثير مما يحفظه لا يمكنه نشره الآن، وقد اقترحت عليه أن يدونه وأن يتركه لدي ابنتيه آية ونور لعل يوما يأتي تتغير فيه الظروف ويخرج علي الناس.
ما بيني وبين الابنودي حوار طويل امتد لأكثر من أربعة عقود، يتصل أحيانا بكثافة، وينقطع لفترات، غير أننا نستأنفه من جديد بقوة، وفي الصفحات الممهدة لأحدث قصائده التي يضمها بستان 'أخبار الأدب' بعض من ملامح هذا الحوار الممتد وقد أخذت ما يتعلق بالشعر، وهذه المرحلة بالتحديد من رحلته الشعرية التي بدأت ملامحها منذ قصيدة الكتابة والاحزان العادية، إنه ذلك الاحساس الرمادي المرهف بدنو الرحلة اطال الله عمره ولكنها حدة الوعي بالحقيقة الكونية. عنده وعندي.
الابنودي ساخر عظيم، وهذا جانب لم يعرفه الناس علي نطاق واسع، وقدرته علي القاء الشعر فريدة، رأيته في بلاد عربية، واستمعت إليه في عواصم أوروبية، وكان حماس التلقي مساويا للحماس الذي يبديه أهله في الصعيد، الشعر العظيم يصل الي جميع الخلق، عاميا أو فصيحا، الشعر ينبغي أن يكون شعرا أولا وأخيرا، في هذا البستان يواكب قصائد الابنودي لوحات نبيل تاج وهو أيضا ركن ركين من ذاكرتنا الثقافية، ما إن طلبت منه أن يعبر فنيا عن قصائد الابنودي حتي انتابه حماس وهو الذي لا يبدع إلا متمهلا، متأملا وكأنه سريان نهر النيل غريب الصمت، والوصف من أشعار الابنودي. في القصائد التي يضمها بستاننا ذروة من أشعار الأبنودي، الشعر عندما يمتزج بالحكمة وينفذ إلي رؤي الأبدية
[/b]
|
ما بيني وبين الابنودي حوار طويل امتد لأكثر من أربعة عقود، يتصل أحيانا بكثافة، وينقطع لفترات، غير أننا نستأنفه من جديد بقوة، وفي الصفحات الممهدة لأحدث قصائده التي يضمها بستان 'أخبار الأدب' بعض من ملامح هذا الحوار الممتد وقد أخذت ما يتعلق بالشعر، وهذه المرحلة بالتحديد من رحلته الشعرية التي بدأت ملامحها منذ قصيدة الكتابة والاحزان العادية، إنه ذلك الاحساس الرمادي المرهف بدنو الرحلة اطال الله عمره ولكنها حدة الوعي بالحقيقة الكونية. عنده وعندي.
الابنودي ساخر عظيم، وهذا جانب لم يعرفه الناس علي نطاق واسع، وقدرته علي القاء الشعر فريدة، رأيته في بلاد عربية، واستمعت إليه في عواصم أوروبية، وكان حماس التلقي مساويا للحماس الذي يبديه أهله في الصعيد، الشعر العظيم يصل الي جميع الخلق، عاميا أو فصيحا، الشعر ينبغي أن يكون شعرا أولا وأخيرا، في هذا البستان يواكب قصائد الابنودي لوحات نبيل تاج وهو أيضا ركن ركين من ذاكرتنا الثقافية، ما إن طلبت منه أن يعبر فنيا عن قصائد الابنودي حتي انتابه حماس وهو الذي لا يبدع إلا متمهلا، متأملا وكأنه سريان نهر النيل غريب الصمت، والوصف من أشعار الابنودي. في القصائد التي يضمها بستاننا ذروة من أشعار الأبنودي، الشعر عندما يمتزج بالحكمة وينفذ إلي رؤي الأبدية
[/b]