يتصور الكثيرون من قراء الشعر ان الشاعر اللبناني بشارة الخوري المعروف بالأخطل الصغير قد وقف معظم شعره على الغزل والحب وقد جاء هذا التصور بسبب شهرة ديوانه الهوى والشباب الذي نشر في عام 1953م وتضمن مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية تهافت عليها المطربون والمطربات يتغنون بأبياتها الجميلة ومن يطالع الأعمال الشعرية الكاملة للأخطل الصغير التي اصدرتها مؤسسة عبدالعزيز البابطين وجمعتها ورتبتها وقدمت لها الدكتورة سهام ابوجودة سوف يجد معظم شعره قد دار حول الهموم القومية والوطنية والتغني بجمال لبنان والدفاع عن العروبة واستنهاض همم الشباب ومقاومة الطغيان سواء كان عثمانيا او اوروبيا، وتكريس النزعة الوطنية والقومية العربية ومواكبة الأحداث ومدح بعض الزعماء وتقريظ الشعراء والأدباء والتغني بالابناء والبنات والاحفاد,, ولا يكاد يمثل الغزل الا نسبة قليلة من شعره اما اسباب ذلك فهي: اولا: ان معظم قصائده قد تغنى بها المشهورون من المطربين والمطربات ومنهم محمد عبدالوهاب وفيروز وفريد الاطرش واسمهان، وقد صنعت هذه الاصوات للأخطل الصغير شهرة طبقت الآفاق وسارت بها الركبان حتى تنادى الشعراء بتنصيبه اميرا للشعراء بعد شوقي في لبنان في عام 1961م, ثانيا: ان شعره العربي يتسم بمجموعة من الخصائص الفنية تتمثل في البساطة الفنية وانتقاء الالفاظ الموحية المتأثرة بالطبيعة اللبنانية الفنانة وقصر القصائد المغناة حتى يسهل حفظها واسترجاعها والاحتفاظ بها في اعماق الوجدان لفترات طويلة,, واذا شئنا ان نضع هذا الشاعر في اطار أو اتجاه فني فإن الرومانسية هي اقرب المذاهب الى طبيعة عالمه الشعري ولكن نتاجه المنوع والذي يتنفس منذ مطلع القرن العشرين حتى وفاة الشاعر في يوليو 1968م فهو تعبير وتجسيد للاحداث السياسية ويعكس طموح الشاعر الى الحرية والعدالة والتقدم,, فإذا جئنا الى غزله الذي صنع شهرته وجدناه شاعرا مفتونا بمحاسن المرأة الخارجية يلتقط من الطبيعة بعض ملامحها ومظاهرها ليبني منها صوره وألوانه وليصنع لوحة تمزج بين الطبيعة والمرأة في انسجام لغوي وموسيقي يميل بنا الى الطرب واطلاق عنان الخيال,, الشاعر لا يتألم كما يتألم العشاق فهو اقرب الى الاعجاب بالمرأة منه بعشقها، وفتنته بها لون من الفتنة الكبرى بالجمال.
ومن بدائع الاخطل القصيدة التي تغنى بها عبدالوهاب ونلحظ فيها قصر الشطرات وتكثيف الكلمات وسهولة المأخذ حين يقول:
جفنه علّم الغزل
ومن العلم ما قتل
وربما كانت قصيدة الهوى والشباب التي حمل الديوان الشهير عنوانها اقرب الى شعر اللوعة فهو فيها يخاطب قلبه مرة وحبيبه مرة ويكاد اليأس يغلبه حين يقول:
الهوى والشباب والأمل المنشود
توحي فتبعث الشعر حيّا
الهوى والشباب والامل المنشود
ضاعت جميعها من يديّا
يا أيها الخافق المعذب يا قلبي
نزحت الدموع من مقلتيّا
فحتم على ارسال دمعي
كلما لاح بارق في محيّا
حبيبي لأجل عينيك ما القى
وما اول الوشاة عليّا
أأنا العاشق الوحيد لتلقي
تبعات الهوى على كتفيّا
وتغني فيروز يا عاقد الحاجبين من شعر الأخطل فتؤكد هذا العنصر المطرب في شعره وولعه بالطبيعة وتركيزه على الحوار.
, يقول بشارة الخوري:
يا عاقد الحاجبين
على الجبين اللجين
ان كنت تقصد قتلي
قتلتني مرتين
ثم يقول:
تبدو كأن لا تراني
وملء عينيك عيني
ومثل فعلك فعلي
ويلي من الاحمقين
مولاي لم تبق مني
حيا سوى رمقين
صبرت حتى يراني
صبري وقرب حيني
ستحرم الشعر مني
وليس هذا بهين
اخاف تدعو القوافي
عليك في المشرقين
ومن قصائده البديعة قصيدة الصبا والجمال التي يجري فيها الشاعر على سنته في الوصف الخارجي واستلهام الطبيعة واختيار الموسيقى الراقصة حيث يقول:
الصبا والجمال بين يديك
اي تاج أعز من تاجيك
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له فدل عليك
فاسكبي روحك الحنون عليه
كانسكاب السماء في عينيك
قتل الورد نفسه حسداً منك
والقى دماه في وجنتيك
لقد كان بشارة الخوري شاعرا غزلا مطربا في شعره ولكن حقيقة هذا الشاعر الاصيلة تتجلى اكثر ما تتجلى في شعره الوطني والقومي حيث يبدو لنا شاعرا شديد السيطرة على ايمانه بالعروبة ولبنان، مولعا بالحرية والعدل والتقدم.
ومن بدائع الاخطل القصيدة التي تغنى بها عبدالوهاب ونلحظ فيها قصر الشطرات وتكثيف الكلمات وسهولة المأخذ حين يقول:
جفنه علّم الغزل
ومن العلم ما قتل
وربما كانت قصيدة الهوى والشباب التي حمل الديوان الشهير عنوانها اقرب الى شعر اللوعة فهو فيها يخاطب قلبه مرة وحبيبه مرة ويكاد اليأس يغلبه حين يقول:
الهوى والشباب والأمل المنشود
توحي فتبعث الشعر حيّا
الهوى والشباب والامل المنشود
ضاعت جميعها من يديّا
يا أيها الخافق المعذب يا قلبي
نزحت الدموع من مقلتيّا
فحتم على ارسال دمعي
كلما لاح بارق في محيّا
حبيبي لأجل عينيك ما القى
وما اول الوشاة عليّا
أأنا العاشق الوحيد لتلقي
تبعات الهوى على كتفيّا
وتغني فيروز يا عاقد الحاجبين من شعر الأخطل فتؤكد هذا العنصر المطرب في شعره وولعه بالطبيعة وتركيزه على الحوار.
, يقول بشارة الخوري:
يا عاقد الحاجبين
على الجبين اللجين
ان كنت تقصد قتلي
قتلتني مرتين
ثم يقول:
تبدو كأن لا تراني
وملء عينيك عيني
ومثل فعلك فعلي
ويلي من الاحمقين
مولاي لم تبق مني
حيا سوى رمقين
صبرت حتى يراني
صبري وقرب حيني
ستحرم الشعر مني
وليس هذا بهين
اخاف تدعو القوافي
عليك في المشرقين
ومن قصائده البديعة قصيدة الصبا والجمال التي يجري فيها الشاعر على سنته في الوصف الخارجي واستلهام الطبيعة واختيار الموسيقى الراقصة حيث يقول:
الصبا والجمال بين يديك
اي تاج أعز من تاجيك
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له فدل عليك
فاسكبي روحك الحنون عليه
كانسكاب السماء في عينيك
قتل الورد نفسه حسداً منك
والقى دماه في وجنتيك
لقد كان بشارة الخوري شاعرا غزلا مطربا في شعره ولكن حقيقة هذا الشاعر الاصيلة تتجلى اكثر ما تتجلى في شعره الوطني والقومي حيث يبدو لنا شاعرا شديد السيطرة على ايمانه بالعروبة ولبنان، مولعا بالحرية والعدل والتقدم.